الخميس، 7 أغسطس 2014

مئذنتان جديدتان للمسجد الحرام بارتفاع 420 مترا تثير المخاوف على مياه بئر زمزم


 
صورة لمجسم (تخيلي) يظهر حجم المآذن العملاقة قياسا بارتفاع برج الساعة الشاهق.
 
مكة المكرمة: عمر المضواحي
وسط صمت مطبق، تسابق مجموعة بن لادن السعودية الزمن للانتهاء من وضع أساسات بناء أعلى مئذنتين في العالم وبارتفاع 420 متر للمئذنة الواحدة ضمن ورش العمل الضخمة في مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية للمسجد الحرام الشريف.
 
صورة للإنشاءات الخرسانية القائمة الآن لقاعدة المئذنة العملاقة بالقرب من جبل الكعبة
وسيتم نصب المئذنة الأولى في الطرف الشمالي الغربي لمبنى التوسعة الشمالية الجديدة بالقرب من جبل الكعبة فيما وضعت أساسات المئذنة الأخرى في أقصى الجهة الشمالية الشرقية في حيّ الشامية جهة امتداد المروة، لتشكل ارتفاعا يناهز نصف ارتفاع برج الساعة الذي يعد أعلى مبنى مسلح في العالم بارتفاع 817 مترا وثاني أطول برج في العالم بعد برج خليفة في دبي الذي يصل ارتفاعه إلى 828مترا .
ويمكن الآن وبوضوح مشاهدة أساسات خراسانية للقاعدة المئذنة الأولى القريبة من جبل الكعبة بأبعاد 30 م ×30 م بمساحة 900 متر مربع، وهي تعد مسطح ضخم بالنسبة لمباني مكة المكرمة من دون أي تفاصيل تذكر حيالها سواء من مجموعة بن لادن السعودية التي تتولى عمليات تصميم وتنفيذ مشروع توسعة الحرمين الشريفين كالعادة تحت ستار من الصمت وعدم الإفصاح، أو من رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المشرفة على أعمال توسعة المسجد الجرام، والتي لم تصدر حتى الآن أي معلومات تكشف عن تطورات المئذنتان العملاقتان.

صورة من مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطار (لاحظ الدائرتان الخضراء!)

المؤكد الآن، أن ظهور قواعد المئذنتين العملاقتين في طرفي المصطبات والساحات الشمالية لمشروع التوسعة التاريخية سيرفع عدد مجموع مآذن الحرم المكي الشريف إلى 15 مئذنة بدلا من 13 مئذنة فقط كما هو مقرر رسميا للمشروع.

ويبلغ عدد مآذن المسجد الحرام حاليا 9 مآذن فقط بارتفاع 90 مترا للمئذنة الواحدة. سبع منها موزعة على بناء التوسعة السعودية الأولى في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، ومئذنتان تم وضعهما فوق مباني توسعة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.

فيما ستوضع على مباني التوسعة الشمالية الجديدة 4 مآذن أخرى بالحجم والارتفاع الطبيعي بدلا من اثنتين فقط، كانتا في منتصف مباني التوسعة بحسب ماكيت المشروع وذلك تنفيذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي طلب إضافة منارتين عند النهاية الطرفية لمباني مشروع توسعته التاريخية، وإعماره الشامل للمسجد الحرام.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال اطلاعه حفظه الله على مجسم مشروع توسعة المطاف من م. بكر بن لادن في رمضان 1432هـ

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أمر بإضافة مئذنتان جديدتان لتوسعته التاريخية للحرم المكي الشريف لتصبح أربعة مآذن فقط وبالحجم الطبيعي خلال استعراضه لمجسم توسعة صحن المطاف مساء السبت الموافق 27 رمضان لعام 1432هـ وأمره السامي ببدء أعمال توسعة صحن المطاف. (مرفق رابط اللقاء http://www.youtube.com/watch?v=TL3nDwplL40 ).
وانتشرت قبل أشهر صورا جديدة لماكيتات التوسعة الجديدة للمسجد الحرام ظهرت فيها بجلاء منارتين عملاقتين ضمن مشروع التوسعة، أثارت لغطا وجدلا واسعا بين المهندسين والمراقين لمشروع التوسعة، امتد مؤخرا لشبكات التواصل الاجتماعي في تويتر وفيسبوك ليكون محل أخذ ورد بين المهندسين والمعماريين حيال إيجابيات وسلبيات المئذنتين العملاقتين ووظائفها في التوسعة الجديدة.
وبعيدا عن الجدل، يبدو أن بناء المئذنتين بهذا الحجم الضخم والارتفاع الشاهق سيثير مخاوف جدية على وضع عمق منطقة حوض وادي إبراهيم، ومدى تأثيرهما على سلامة مصادر المياه المغذية لبئر زمزم المبارك.
رسم تخطيطي يبين مكان أحدى المآذن العملاقة للحرم (الدائرة السوداء)
وبحسب أماكن بناء قواعد المئذنتين الجارية الآن على قدم وساق ـ كما تظهرها الصور ـ من المرجح أن يكون موقع المئذنة الشمالية الغربية والقريبة من جبل الكعبة مثار علامات استفهام كبيرة كونها بلا شك تقع داخل نطاق منطقة يحظر فيها رسميا إنشاء المباني الشاهقة بسبب تماسها مع منطقة حوض وادي إبراهيم، وتأثيرها المباشر على تغذية جميع أبار الحوض الجيولوجي بمصادر المياه وأهمها بالتأكيد بئر زمزم.
مخطط يوضح مسارات المياه في عمق وادي إبراهيم عليه السلام (المصدر: مدونة HANA)
ويأتي بناء هذه المئذنة تحديدا لتشكل تحديا جديدا يتقاطع مع دراسات علمية سابقة أجريت من هيئة المساحة الجيولوجية وهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ورئاسة الحرمين وأمانة العاصمة وعدة شركات استشارية عالمية بالتعاون الكامل مع مجموعة بن لادن السعودية، اتفقت جميعها على وضع شروطا مشددة على طبيعة الإنشاءات والمباني وارتفاعاتها في هذه المنطقة الجيولوجية الحساسة، لتكون خطا أحمر لا يقبل المساس به.
 
واطلعت صحيفة مكة المكرمة على ملخص لإحدى الدراسات العلمية الرسمية قام بإنجازها فريق علمي مشترك ضم خبراء من هيئة المساحة الجيولوجية، وهيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة، وعدة شركات استشارية عالمية بالتعاون الكامل مع مجموعة بن لادن السعودية خلصت إلى توضيح الحدود الجيولوجية للحوض المائي في وادي إبراهيم، واستعراض قراءات المخزون الجوفي لمياه بئر زمزم، إلى جانب تحديدها في شكل علمي دقيق الأسباب التي تؤثر على تدهور هذا المخزون، وهي أسباب متعددة ـ كما أشارت الدراسة ـ ومن أهمها الأعمال الإنشائية العملاقة، وإزالة الجبال المحيطة بالحوض بمواد التفجير التي تؤثر على باطن الأرض، حفاظا على سلامة مصادر المياه.
 
كما أن حجم المنارتين الضخم الذي يستند على قواعد عميقة بعرض 30 ×30 متر مربع لكل مئذنة يعني أنه سيتم تهيئتها لمسطحات بنائية هائلة الارتفاع من دون توضيح مسبق وشفاف لمحتويات التصميم قبل تنفيذه، وطبيعة استخداماته الوظيفية لمسطحات المئذنتين كونها جزء أصيل داخل حدود المسجد الحرام.
صورة للإنشاءات الخرسانية القائمة لقاعدة المئذنة العملاقة بالقرب من جبل الكعبة.
وتظهر صور تصميم المئذنتين استنادها على قاعدة يعلوها بناء مكعب الشكل له أربع واجهات طولية ومستطيلة مفتوحة وبارتفاع يتجاوز 150 مترا تقريبا قبل أن تعلوه أولى شرفات المئذنة في شكلها التقليدي ومن فوقها بناء اسطواني مشابه لتصميم المآذن الأخرى بارتفاع 270 متر تقريبا.
صورة لتصميم توسعة المسجد النبوي وتظهر فيه المآذن العملاقة.
يذكر أن مجموعة بن لادن السعودية التي تشرف تقليديا على تنفيذ مشاريع توسع وعمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة أثارت قبل عامين جدلا واسعا عندما تم تسريب صورا لماكيت تصميم ضخم لتوسعة المسجد النبوي الشريف احتوى على مآذن شاهقة الارتفاع قبل أن يهدأ الحديث حولها بعد أوامر سامية قضت بتعديل التصاميم الذي أستند على تغيير مكان المحراب النبوي في بناء المسجد النبوي الشريف وإعادة النظر فيه بناء على توصيات هيئة كبار العلماء السعودية.
طابع بريد (رسمي ومعتمد) يؤرخ لتوسعة خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم الشريف من دون أن تظهر فيه المآذن العملاقة!!.
 
الى لقاء...
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاكر ومقدر مروركم وتعليقكم